قصة

الرعب القادم
هبط الليل بسرعة , في حين كان الرجلان يمشيان فوق سكة القطار الضيقة , الممتدة فوق جسر شاهق الارتفاع .. وفجأة مزّق سكون الليل صوت قادم من بعد .. ابتدأ الصوت يعلو ويعلو .. إنه القطار, وهو يتقدم نحوهما بأقصى سرعته! فكر الرجلان بسرعة .. وما هي إلا لحظات , حتى كانا يتأرجحان أسفل الجسر , والقطار يمر من فوقهما ! بعد أن مرّ القطار , صعد الرجلان الى فوق .. كان احدهما اسمه (ووكر) خائر القوى فكان على صاحبه (تارفر) أن يحمله على ظهره مسافة طويلة .. لكن هذه لم تكن المغامرة الاولى التي وقف لها شعر (ووكر) , ولا هي الاخيرة ايضا! 
أحب (ووكر) السفر والمغامرة منذ طفولته وبدأ اول رحلاته سيرا على الاقدام منذ عام 1905م , عندما كان يبلغ من العمر سبعة عشر عاما .. كان طموحا 
وكان يود ان يرى اكبر بقعة ممكنة من العالم , فسافر الى امريكا وكندا في البداية وكان يعمل في رعي البقر , ليعيش . وشاهد الكثير من المآسي , منها زلزال (سان فرانسيسكو) المرعب سنة 1906م . ثم توجه الى (المكسيك) , وعند اندلاع الحرب العالمية الاولى , كان يقاتل في فرنسا وعند انتهاء الحرب , عاودته روح المغامرة فسافر الى امريكا الجنوبية , وعمل في صيد الحيتان وفي (بيرو) التقى بصاحبه (تارفر) فنشأت بينهما صداقة حميمة . 
ولنعد الى قصتنا هذه , فبعد ان استعاد (ووكر) قواه , بدأ المغامران السير عبر الاكوادور , الى شمال الساحل الكولومبي . وعندما وصلا الى هناك عملا في آبار النفط في (فنزويلا) .. لكن تارفر كان هو المرض هذه المرة , فقرر ان يبحر بوساطة سفينة . اما (ووكر) فقرر السير رغم ان الرحلة تستغرق عشرة ايام وعندما اوشك على الوصول كان يسير وسط ادغال كثيفة .. وفجأة سمع خشخشة ورائه فأصغى بيقضة وحذر فسمع زئيرا وزمجرة , فاستدار بسرعة نحو الخلف ليشاهد فهدا اسود اللون يهجم عليه بشراسة . لم يكن أما (ووكر) سوى ان يستجمع قواه , ويضرب الفهد على رأسه بالعصى التي كان يحملها , يبدو ان الضربة , قد جائت في منطقة حساسة من الرأس , إذ سرعان ما فر الفهد هاربا ! 
والتقى (ووكر) صديقه وصاحبه (تارفر) .. وسافرا كثيرا . وسجل سيرة حياته ومغامرته المثيرة في كتاب سماه (القدر مجهول)




نصير محمد العبيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق